ضلع الرقبة يسبب الالم
لا تعجب إذا علمت أن لبعض الناس ضلعاً في رقبتهم ونحن نعلم أن الأضلاع هي في الصدر وعددها اثنا عشر في كل جانب. يبدأ كل ضلع من فقرة صدرية من الخلف ويتجه منحنياً إلى الأمام ثم تتصل معظم الأضلاع بعظم القص وبذلك يتكون القفص الصدري من الفقرات والأضلاع وعظم القص.
ولكن في حالات نادرة قد تبلغ نسبتها خمسة في الألف يخرج ضلع من الفقرة الرقبية السابعة من جانب واحد من الفقرة أو ضلع من كل جانب ويمتد هذا الضلع بشكل قوس إلى الأمام حتى يرتكز على الضلع الصدري الأول ويكون مروره بين العضلتين الأخمعيتين، الأخمعية الأمامية والأخمعية الوسطى تحت الظفيرة العصبية العضدية والشريان تحت الترقوي مضيقا عليهما في هذا الحيز الضيق وقد يكون الضلع قصيرا في نهايته ولا يتصل بالضلع الصدري الأول أو قد ينوب عنه شريط ليفي.
وفي حالة وجود ضلع الرقبة فإن الجذع الأسفل من الظفيرة العصبية يكون معرضا لضغط شديد ومن هذا الجذع يتفرع العصب الزندي الذي يمد الساعد واليد بالحس والحركة وينتج عن ذلك ألم شديد وخدر في الساعد واليد وضعف في الحركة الدقيقة لليد بسبب ضمور العضلات الصغيرة فيها.
أما الضغط على الشريان تحت الترقوي فيؤدي إلى ازرقاق في اليد ونقص التروية وقد يؤدي إلى الغنغرينة ويكون النبض ضعيفا أو غائبا في الرسغ. كما أن الضغط على الشريان يسبب تخصرا وضيقا موضعيا ثم يتوسع الشريان وهذه التغيرات في الشريان قد تولد الذوى وخثرات تنفصل عنها سدادات في شرايين الطرف العلوي.
والتصوير الشعاعي للرقبة يظهر هذا الضلع الشاذ في الرقبة ومن المفضل أن تؤخذ الصورة الشعاعية في وضع مائل للرقبة. وكثيرا ما نرى أن وجود ضلع الرقبة عند الشخص لا يسبب أعراضا ولا يحتاج إلى علاج. ولكن عندما تحصل أعراض وعلامات مرضية عصبية أو وعائية فان العلاج ضروري.
والملاحظ بصورة عامة أن معظم المرضى الذين يشكون من الآلام والخدر في الذراع أو الساعد واليد هم من كبار السن والذين تهدلت وهبطت أكتافهم إلى الأمام وارتخت عضلات الحزام المنكبي عندهم والذين يحملون الأحمال الثقيلة على أكتافهم خاصة عند النساء.وعند مثل هؤلاء المرضى يشتبه الطبيب بوجود ضلع الرقبة.
التشخيص
لأجل تشخيص ضلع الرقبة يجب أن نذكر حالات عديدة تسبب أعراضا وعلامات مشابهة. ومن هذه الحالات الحالة عند النساء من تهدل الثدي المتضخم الذي يسبب ألما في الساعد واليد وعلاج ذلك يكون باستعمال الحمالة المناسبة للصدر.
وحالة أخرى اشتكت لي فيها سيدة من ألم شديد في الذراع الأيمن والساعد والرسغ مع خدر في اليد وعند فحصها سألتها عن أعمالها اليومية فقالت إن لها طفلاً رضيعاً تحمله على كتفها الأيمن وترضعه وأثناء عملها في البيت ترفعه على كتفها كذلك.
وبعد الفحص ظهر أن سبب شكواها ناتج عن شد على الظفيرة العضدية العصبية بسبب الإجهاد العضلي ونصحتها بحمل طفلها على الذراع الأيسر من غير إعطاء دواء وعند مراجعتها بعد مدة تحسنت حالتها. ومن أجل تشخيص ضلع الرقبة يصغي الطبيب باهتمام إلى سيرة المرض ويقوم بالفحص الدقيق للفقرات الرقبية والرقبة والمنكب والذراع والمرفق والساعد واليد وكذلك الصدر.
وعند فحص الفقرات يتحرى مكونات الفقرات ومحتوياتها ومفاصلها والقرص بين الفقرات والفصال العظمى. وعند فحص الرقبة يتحرى وجود ما يضغط على الظفيرة العصبية من ورم وغير ذلك مثل متلازمة الاخمعيتين ويبحث عن ارتخاء العضلات في حزام المنكب وتهدل المنكبين وهبوطهما. وعن سبب ضمور العضلات في اليد.
ثم يفحص حالة الأوعية الدموية في الطرف العلوي ويجس النبض فيه ويتقصى عن مرض رينود وبعد الاستعانة بالفحص بالأشعة يقرر العلاج. وقد يكون العلاج تحفظيا يشمل التمارين الرياضية لتقوية العضلات في أول الأمر مع الإرشادات الواجبة أثناء العمل. وإذا لم ينجح ذلك خاصة عند وجود أعراض وعائية يضطر الطبيب إلى إجراء العملية الجراحية وقد يكتفي بقطع العضلات الأخمعية من الضلع الصدري الأول أو يضطر إلى استئصال ضلع الرقبة أو الشريط الليفي حسب الحالة المرضية.